يمضي آيفان سبعةً وعشرين عامًا من حياته وحيدًا بين جدران غرفته الزجاجية داخل مركز تجاري صغير خارج المدينة، يعتاد خلالها على نظرات البشر المبحلقة فيه وهو عاكف على الأوراق البيضاء، يرسم لوحاته بأقلام التلوين، لتباع لاحقًا في محل الهدايا التذكارية ببضع دولارات زهيدة. يعتاد آيفان أيضًا على النسيان، نسيان التفكير في نفسه والتساؤل عن حياته وحقيقته وما يعني أن يكون غوريلا سيلفرباك مهيب، يعيش بين أبناء جنسه، يمتلك عائلة صغيرة يمنحها الحب والحماية.
يشغل آيفان نفسه طوال هذه السنوات بالرسم ومشاهدة أفلام رعاة البقر من شاشة تلفازه الصغير، حتى يلتقي بروبي، الفيلة الصغيرة التي لا تعرف بعد حياة الأسر والسيرك، ولا تكف عن طرح الأسئلة، ليجد نفسه في مواجهة مع ماضيه، ويتذكر فجأة ما خُلِقَ لأجله وما كان من الممكن أن يكون.
بواقعية ذكية وعاطفة صادقة، ومن منظور آيفان نفسه، تصنع لنا هذه الرواية نافذة ومرآة، نافذة نطل منها على الآخر، ومرآة نرى فيها انعكاسًا لذواتنا. وبينما يظن القارئ بأنه مقبل على قراءة قصة عن حياة حيوان يائس في سيرك صغير، يتفاجأ بقدرتها على الغور في طبيعتنا البشرية، وكيف تؤثر قراراتنا وأفعالنا على أنفسنا وعلى الآخرين.
تستلهم الكاتبة الشهيرة كاثرين آبل جيت هذه الرواية من القصة الحقيقية لغوريلا السيلفرباك الأسير آيفان، لتصنع لنا رواية لا تُنسى، تحتفي بالفن والأمل والقوة الكامنة في الصداقات الحقيقية وقدرتها على التغيير.